loader image

المؤتمر الطبي السوري الفرنسي

بسم الله الرحمن الرحيم

الكلمة التي ألقاها الباحث ياسر مصطفى قصار في المؤتمر الطبي السوري الفرنسي الخامس للأمراض العصبية في مشفى الأسد الجامعي

يسرني أن أقف أمامكم من هذا الصرح الطبي الكبير لأتحدث عن معلومات هي ثمرة عمل وبحث دؤوب, دام لخمسة عشر عاماً، وأعتقد أن هذه المعلومات ستكون علماً يضاف إلى علوم الطب الأكاديمي، فهي تكشف عن كثير من الأسباب لآلام وأمراض مستعصية.

ولا تكمن أهميتها بأنها أدت إلى شفاء مئات من أصحاب هذه الأمراض فحسب، بل تمّ تشخيص ومعالجة حالات كانت تعالج في مصحات عالمية شهيرة دون جدوى، وهذا ما يثبت أهميتها.

لقد تبين أن للأعصاب الشوكية دوراً أكبر مما هو معروف عنها، وقد طرح ذلك أبقراط نقلاً عن الفراعنة حيث قال: “يجب أن ننتبه إلى العمود الفقري فمنه تتوزع الأعصاب إلى جميع أنحاء الجسم وهو المسؤول عن كثير من الأمراض التي تصيبه”.

الجديد اليوم هو رسم الخارطة الواقعية لمسارات هذه الأعصاب من جذورها في العمود الفقري وصولاً إلى كل عضو من أعضاء الجسم بما فيها الرأس, خلافاً لما هو معروف بأنها لا تعصب أعضاء الرأس, بل تصل إلى كل عضو فيه إما مباشرة كالعصب (الأذني العظيم) أو عن طريق اتصالها بعصب قحفي مثل اتصال C2 مع فرع العصب العيني فوق الحجاج بأعلى فروة الرأس، واتصال C3 مع N7 في العقدة الجناحية الحنكية التي تعصب الجيوب الأنفية وهي المسببة للالتهاب المزمن.

أما أعصاب الفقرات الصدرية فقد تبين أنها وراء الكثير من الأمراض الصدرية المزمنة مثل: الربو – السعال – الاضطرابات التنفسية – ذات الرئة وتؤثر على القلب وتسبب اضطراب نظم القلب – ارتفاع وانخفاض الضغط – الرجفان الأذيني الخوارج الانقباضية – قصور عمل القلب, وما قد يؤدي إلى احتباس السوائل – الانسدال التاجي…وكثير من علل القلب.

إضافة لما تسببه من آلام في الرأس والرقبة والكتفين، فهي تصل إلى هذه الأماكن عن طريق مشاركتها في تشكيل العصب الودي الذي يصل إلى الرأس وإلى الرئتين والقلب ويغطي كامل جدار القفص الصدري، وهذا ما يفسر كثيراً من الآلام الصدرية المجهولة السبب وبعض أنواع كتل الثدي المؤلمة.

وتصل الأعصاب الصدرية إلى الطرفين العلويين ويصل تعصيبها إلى الخنصر والبنصر والإصبع الوسطى.

وقد تبين أن أي خدر أو ألم في هذه الأصابع فهو من الأعصاب الشوكيّة الصدرية وليست الرقبية، وهي التي تسبب ألام تناذر مرفق التنس وتجمد الكتف وآلاماً أخرى إضافة إلى ضمور العضلات في بعض الحالات.

وبالمقارنة مع الرسومات التشريحية تبين أن فرع العصب T2يدخل في الضفيرة العضدية التي تتطابق مع مسار الأعصاب الصدرية إلى اليدين.

أما مسار الفقرات الرقبية على اليدين فيتطابق مع مسار العصب الناصف, ومن جهة أخرى فالعلاقة واضحة بين الأعصاب الشوكية والأعصاب الودية ونظيرة الودية, حيث تعمل الأخيرتان كما هو معلوم ككفتي ميزان وفرط النشاط في إحداهما يرافقه خمول في الأخرى, وهذا يفسر أسباب حالات الربو حيث إن الانضغاط على جذور أعصاب الفقرات الصدرية من (ص3 – ص6 ) يؤدي إلى خمول في الأعصاب الودية المتشكلة منها وبالتالي إلى فرط مقوي نظير الودي, ويعالج طبياً كما هو معروف بالكورتيزون وبمشابهات الودي وبمعاكسات نظير الودي.

وقد تمّت شفاء معظم حالات الربو التي خضعت للعلاج بتحرير جذور الأعصاب في المناطق المذكورة مع تدليك مساراتها إلى الصدر.

أما أعصاب المنطقة القطنية فهي ليست الوحيدة المسببة لآلام أسفل الظهر بل إن أعصاب الفقرات العجزية والعصعصية تشارك في نسبة كبيرة منها ولاتزول هذه الآلام إلا بعلاج دقيق ومركز لمواقع الألم في تلك الفقرات.

ولأعصاب أسفل الظهر دورٌ كبيرٌ في التأثير على الجهاز البولي, وقد يسبب عصب القطنية الأولى والثانية حالات من حصر البول – ثمالة بولية – مثانة عصبية – التهابات مزمنة.

وتُسبب هذه الأعصاب تشنجات الكولون والكولون العصبي والمتقرح (الكرونز) والإمساك المزمن، وآلام المعدة والبطن، وداء البحر الأبيض المتوسط (الداء الدوري), وأذكر أيضاً تأثير عصب الجانب الأيمن من الفقرة الصدرية الثانية عشر والقطنية الأولى على الكبد, وهي وراء كثير من الأمراض الجلدية المعروفة بأنها مستعصية, مثل: الصدفية والأكزيما والبهاق والأرتيكاريا, وقد لمسنا تغيرات هامة بعلاج هذا العصب، منها وصل إلى الشفاء بفضل الله تعالى. وقد يشارك الكولون في بعض من هذه الحالات.

والخارطة العصبية الموضوعة وفقاً لـ قصارلوجي تضمنت مسارات أعصاب أسفل الظهر إلى الطرفين السفليين, وأضحت وسيلة لتشخيص دقيق لآلام أسفل الظهر التي أكدت البحوث العلمية الحديثة بأن 85% منها غير مشخصة.

وبالتعامل مع المسارات العصبية وفقاً لهذه الخارطة حصلنا أيضا على نتائج إيجابية هامة في الأذيات الدماغية, والجملة العصبية المركزية وعقابيلهما, حيث تحول عدد من الأطفال إلى أسوياء, بعدما كانوا معاقين بسبب: نقص أكسجة دماغية – ضمور دماغي – توسع بطينات. وقد ثبت في هذه الدراسات وفقاً للنتائج المتحققة أن كثيراً من الأمراض العصبية النفسية أسبابها عصبية عضوية, وأمكن علاج العديد منها حتى حالات الهلع والفوبيا.

تلك المعلومات الجديدة بني عليها طرق علاجية مبتكرة سميت قصارلوجي وهي تتشابه شكلا مع كثير من الطرق العلاجية المعروفة في العالم وتختلف عنها مضمونا وعلما ومن صفاتها:

1- تقدم طريقة جديدة للتشخيص تضاف إلى وسائل الفحص السريري.

2- إذا أضيفت إلى الطب الأكاديمي أوضحت أسباب الكثير من الآلام أو الأمراض المستعصية.

3- إذا أدخلت إلى العلاج الفيزيائي مكّنت من علاج حالات لم يسبق علاجها. وساعدت في اختصار الوقت والجهد والوصول لنتائج أفضل.

وراء هذه المعلومات الموجزة تفاصيل كثيرة, أثبتتها نتائج علاج ما يقرب من 4000 حالة مرضية, لم يجد فيها العلاج الطبي بمختلف أنواعه, وقد وصلت 47% منها إلى الشفاء, ونسبة كبيرة كان تحسنها يزيد عن 50%، الذين لم يستفيدوا من العلاج 5% فقط.

Table of Contents

WhatsApp
Telegram
Facebook
Twitter
LinkedIn
Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Powered by